لابد أنك سمعت بأوكسفورد بشكل أو بآخر. وإذا كنت في وسط أكاديمي، وكنت ممن يتابع دراسته ويحاول تعزيز ثقافته اللغوية باللغة الانجليزية، فإن اسم أوكسفورد سيتكرر معك في العديد من المواضع والمحطات. فأوكسفورد هو اسم أحد أعرق الجامعات في العالم. فهذا الاسم رنان جداً في عالم الصروح الجامعية، وهو يملك من الأهمية والتميز تماماً كما هو تميز جامعة السوربون في فرنسا، أو هارفرد في الولايات المتحدة الأميركية.
ولكن أوكسفورد ليست جامعة فقط، فهي مدينة عريقة في بريطانيا، تضم الجامعة المسماة أيضاً بهذا الاسم. وكما أن الجامعة تحمل من العراقة والتميز الشيء الكثير، فإن المدينة نفسها لها هذا الطابع والتميز. فمدينة أوكسفورد مع أنها مدينة صغيرة ولكنها مشحونة بالمباني التراثية والعمران الذي يحمل الطابع الانجليزي الجميل. وستندهش كيف أن هذه المدينة تحوي الكثير من المعالم والمواقع التي تستحق الزيارة. فمدينة أوكسفورد فيها العديد من المتاحف والمكتبات والمنتزهات والصروح الثقافية المتنوعة والمؤسسات التعليمية.
وسنقدم لك مجموعة متنوعة من معالم أوكسفورد السياحية سنستهلها بجامعتها الضخمة والرائعة. وقبل الشروع، سنسرد لك قائمة المعالم التي سيتم تناولها وهي على الشكل الآتي:
- جامعة أوكسفورد
- السوق المغطاة
- مكتبة بودليان
- حديقة أوكسفورد النباتية
- متحف جامعة أوكسفورد
1- جامعة أوكسفورد (The University of Oxford)
تبعد جامعة أوكسفورد حوالي 90 كلم عن شمال غرب لندن. ويوجد بينها وبين العاصمة البريطانية خطوط مواصلات عديدة أهمها السكة الحديدية، التي تؤمن نقل الطلاب يومياً إليها.
تعد جامعة أوكسفورد أقدم جامعة في الغرب المتحدث باللغة الإنجليزية. ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الحادي عشر على أقل تقدير. وهي من الجامعات التي تحتل المراكز الأولى في تصنيف أفضل الجامعات حول العالم.
تحتوي جامعة أوكسفورد على 102 مكتبة. من ضمنها مكتبة بودليان التي تحوي أكثر من 11 مليون مجلد.
كما يحوي هذا المجمع الجامعي على العديد من المعارض والمسارح، إضافة إلى المتاحف التي يصل تعدادها إلى ثمانية. كما يحوي 44 كلية جامعية، تتوزع على الأقسام التالية:
قسم العلوم الإنسانيّة، وقسم الرياضيات، وقسم الفيزياء، وقسم العلوم الطبيعية. وستجد بين هذه الصروح والكليات والأبنية مساحات خضراء رائعة مليئة بالأشجار والنباتات على اختلافها.
صحيح أن مجمع أوكسفورد الجامعي هو صرح علمي وأكاديمي، إلا أن عراقته وغناه وتنوع صروحه ومحتوياته يجعله من أجمل المقاصد السياحية التي ستملأ لك يومك من دون إمكانية استيفاء كل ما هو موجود فيه خلال مدة قصيرة.
2- السوق المغطاة (The Covered Market)
يعتبر هذا السوق من الأسواق القديمة التي يعود إنشاؤها إلى القرن الثامن عشر الميلادي. وكان سبب بنائه وتنظيمه بهذا الشكل لمعالجة الفوضى في السوق الذي كان قبله. ولهذا قام أحد المهندسين بتصميم سوق على شكل بناء مغطى، وصار يحوي بشكل جميل العديد من المحلات على اختلافها. فيمكنك أن تجد هناك محلات الهدايا والزهور والأزياء والموضة والمجوهرات ومتاجر الخضار والفاكهة واللحوم وكذلك المخابز والمقاهي والمطاعم وغير ذلك.
وستجد في هذا السوق محلات لأمهر الحرفيين فيما إذا كنت تنوي الحصول على سلع مصنوعة باتقان وجمال. من الأمور التي تميز السوق هو العفوية الذي فيه، إضافة إلى النظافة والتنظيم اللذين هما من سمات الأسواق هناك. والسوق قريب من بعض المعالم السياحية إضافة إلى وقوع بعض الفنادق في جواره.
3- مكتبة بودليان (Bodleian Library)
أنت في مدينة أوكسفورد، أي في مدينة الجامعة الشهيرة فيها، وهذا يعني أن طابع المدينة فيه نكهة علمية وأكاديمية، من دون أن تفقد البصمة السياحية والجمالية. وهذا يعني أنها تحوي مجموعة من المكتبات المهمة. ومن هذه المكتبات مكتبة بودليان التي تعد واحدة من أقدم المكتبات ليس في بريطانيا فقط، بل في أوروبا كلها. وتعتبر مكتبة بودليان من المكتبات الأساسية التي يرجع إليها الطلاب والباحثون في أبحاثهم العلمية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المكتبة قد تم الاستفادة منها في تصوير بعض مشاهد فيلم هاري بوتر لما تتمتع به من جمال معماري وعراقة هندسية تعود بك إلى قرون مضت خلال العصور الوسطى.
لهذا، بزيارتك لمكتبة بودليان أنت ستزور التاريخ، وستحتف بالعلم والمعرفة، وستشهد الجمال المعماري والهندسي، وستلبي رغبتك بمشاهدة الزوايا التي تم الاستفادة منها لفيلم هاري بوتر الشهير.
4- حديقة أوكسفورد النباتية (Oxford Botanic Garden)
مع حديقة أوكسفورد النباتية أنت على موعد مع حديقة قديمة وعريقة أيضاً. فقد تم تأسيس هذه الحديقة في القرن السابع عشر. وتعتبر مقصداً للزوار ولطالبي الاسترخاء والهدوء هرباً من صخب المدينة.
تحوي حديقة أوكسفورد النباتية مساحات خضراء من الأعشاب التي تشذب باستمرار. ومن مميزاتها وجود البيوت الزجاجية التي ستحفل بها بأجمل النباتات والزهور من جميع أنحاء العالم.
فهذه الحديقة وكأنها تجمع بين ثلاثة أبعاد: البعد التاريخي بسبب قدمها، والبعد الجمالي الرائع، والبعد العلمي كونها من الصروح التي تنتمي لمجمع أوكسفورد الجامعي، ولها ارتباط بمعهد علم النباتات البريطاني، وهي تضم ما يتجاوز 8000 فصيلة نباتية.
وهذه الحديقة ليست مقصداً لآلاف الزائرين والسياح فقط، بل هي أيضاً مكان يمكن أن يستفيد منه الأطفال، حيث يتم تشجيعهم على الزراعة وتعليمهم كيفية الزراعة الصحيحة وكيفية المحافظة على الثروة النباتية.
وتستطيع أن تحظى في هذه الحديقة بمماشٍ خاصة إذا كنت ترغب بالتجول والمشي. وتوجد فيها مسارات صممت خصيصاً لتجعلك وسط مساحات الأزهار الملونة والأشجار المعمرة.
5- متحف جامعة أوكسفورد (Oxford University Museum)
لا يبعد متحف جامعة أوكسفورد كثيراً من وسط مدينة أوكسفورد. وهو مجمع للكثير من الآثار التاريخية ومقتنيات العلوم الطبيعية وعينات من الجيولوجيا الحيوانية القديمة جداً. مثلاً، ستجد فيه معروضات رائعة للديناصورات وهياكلها تعرفك إلى تاريخ هذه الفصيلة التي انقرضت من ملايين السنين.
ويعرض المتحف، الذي يشتهر بهندسته المعمارية القوطية القديمة، مقتنيات تشرح تاريخ مدينة أوكسفورد أيضاً. وهو مناسب للأطفال كونه يوفر أنشطة تعليمية لهم. ولهذا يعتبر هذا المعلم ذو جنبة ترفيهية وتعليمية مما يجعله من أفضل الوجهات العائلية.