لا يمكن أن يكون صيام رمضان في المدينة المنورة إلا ممتعاً وجميلاً ومليئاً بروحانية العبادة ونسيم مجاورة المسجد النبوي. والمدينة المنورة، بكل ما فيها من مواقع ومن تاريخ إسلامي ومن نشاطات وفعاليات، تهيئ لكل زائرٍ لها الفرصة ليحظى بأجمل رمضان يمكن أن يمر عليه في حياته. وبمجرد أن تطأ قدماك أرضها ستشعر بالأجواء المميزة وستستنشق عبق قداسة هذا المكان الذي كان وما زال أرض العلماء والمساجد وحلقات العلم والذكر وأرض التاريخ الإسلامي الزاهر بالأمجاد بما أسسه الرسول الكريم من معالم بقيت إلى الآن شاهدة على ما لهذا البقعة من الأرض من مكانة في قلوب المسلمين.
تضم المدينة المنورة الكثير من الأبعاد والنشاطات والمعالم التي يمكن أن تحول زيارتك لها لمتعة حقيقية، وبحيث لا تقتصر فيها على الصيام والصلاة فقط، بل تقوم بالكثير من الأمور الجميلة والتي لن تنساها ما حييت. احجز في أحد الفنادق القريبة من خلال موقع المطار وتمتع بأجمل موسم رمضاني في أرض الرسالة والرسول.
المدينة المنورة في رمضان والتطوع لإطعام ضيوف الرحمن
ما زال أهل المدينة المنورة على عاداتهم خلال شهر رمضان حيث يحتفون بالصائمين ويفرشون لهم موائد الإفطار في أماكن مختلفة من مدينتهم. يتعاون في إكرام ضيوف الرحمن الكبار والصغار، لا يبخلون لا بجهد ولا بمال، فتراهم وقد مدوا الأفرشة على الأرض واضعين عليها ما حضّروه طوال اليوم من تمرٍ ولبن وأطايب الطعام. وهم يحتسبون هذا العمل لوجه الله لا يبتغون من خلال ذلك غيره تعالى. وفي الحقيقة، يعكس عملهم هذا الكثير من المعاني والقيم. فبالإضافة إلى معنى التقرب من الله، نجد فيه البعد التطوعي، والتطوع هو أهم روحية يمكن أن يتسم بها أي مجتمع، لأنه بهذا السلوك يساعد القوي الضعيف والغني الفقير ولا يبقى في المجتمع فقراء لا يجدون قوت يومهم. ويعكس هذا العمل أيضاً روحية البذل والعطاء والكرم، وروحية المروءة والتضحية، وغيرها من القيم أيضاً.
وهنا نأتي إلى أحد النشاطات الجميلة التي يمكن أن يساهم بها الزائر للمدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يستطيع أن ينخرط ويتطوع في إحدى الجمعيات أو المجموعات التي تعد الطعام للصائمين أو التي تنظم تقديمه وتوزيعه. هذا العمل لن تنساه طوال حياتك وستشعر بلذته الرهيبة، وستتمنى لو أنك تزور المدينة المنورة كل سنة فقط لتشارك في هذا العمل الشريف والرائع والذي يحبه الله.
المسجد النبوي الوجهة الأهم للعبادة خلال رمضان
شهر رمضان هو شهر التفرّغ للعبادة والدعاء وقراءة القرآن. والمسجد النبوي خلال هذا الشهر زاخر بالمصلين وقراء القرآن. لن تجد ما يمكن أن يمدك بالروحانية خلال هذا الشهر الفضيل كزيارة مسجد الرسول كل يوم لأداء الفرائض فيه أو إتمام قراءة أجزاء من القرآن، أو لأداء صلاة التراويح. الأجواء في المسجد ستشجعك على القيام بهذه النشاطات العبادية. فمشاهدة حلقات لقراءة القرآن سيدفعك للانضمام إليها وللقيام بذلك يومياً.
ولتستمتع بالأجواء الروحانية في الحرم النبوي اجهد لكي تحجز في فندق قريب منه، فتستطيع الوصول إليه يومياً أكثر من مرة سيراً على الأقدام. وما أجملها من خطوات، بأن يسير أحدنا إلى الصلاة في المسجد النبوي الذي تزن الصلاة فيه أكثر من غيره من المساجد من حيث الأجر والثواب.
أسواق المدينة ومولاتها بانتظارك في رمضان
التسوق في أسواق المدينة المنورة ومتاجرها هو متعة بحد ذاتها، وخصوصاً ضمن الأجواء الرمضانية المؤنسة التي تفرض نفسها على كل تفاصيل حياة الناس. والتسوق له متعته سواء قبل الإفطار خلال النهار أو بعد الإفطار خلال المساء. فخلال النهار يمكنك أن تمضي وقتك في الأسواق الشعبية تتأمل في الكثير من المعروضات الجميلة والتي تغريك لشرائها. لن تشعر بالجوع وأنت تتجول في هذه الأسواق وتتبادل الحديث مع التجار حول الأمور التي يعرضونها في محالهم.
أما في المساء فالمتعة تتضاعف، حيث تغص الأسواق بالمارة والمتسوقين. ويزداد نشاط التجار بعد الإفطار ويبدعون في عرض ما لديهم من ملابس وهدايا وتذكارات وتحف وكل ما يخطر ببال الزائر لهذه الأسواق.
لا تفوّت متعة تناول الافطار في المدينة المنورة خلال شهر رمضان
تزخر المدينة المنورة بالكثير من المطاعم التي تقدم ما لذ وطاب من طعام. قم بزيارة مطعم أرابيسك لتناول الطعام الآسيوي والمتوسطي اللذيذ، وهو من المطاعم القريبة من الحرم النبوي. أو قم بزيارة مطعم كاكاو أند مور لتتناول أطيب المأكولات الفرنسية والأميركية. أما مطعم تاون بور فسيقدم لك البيتزا اللذيذة والطعام الأوروبي. هذه عينة من المطاعم المميزة.
المقاهي كثيرة أيضاً في المدينة، ولا يوجد ما بمتعة أن تزور مقهى من المقاهي بعد تناولك لطعام الإفطار بساعة، حيث تحصل مع أصدقائك على جرعات من القهوة اللذيذة أو العصائر الطازجة. مقهى جاز لاونج العالمي بانتظارك ليمنحك هذه المتعة، وكذلك مقهى الغمامة.
مدينة مليئة بالمعالم وزاخرة بالتاريخ
لن تمل أبداً من التجول في المدينة المنورة، فأنت في مدينة عريقة جداً، وفي أرجائها كان تأسيس المجتمع الإسلامي الأول. فأينما تجولت يمكن أن تجد بعض المعالم التي تشير إلى ذلك. بل أحياء المدينة قد تُبرز لك حقبات مختلفة من التاريخ الجميل لهذه المدينة.
لا تحرم نفسك من التجول والسير في الأحياء القديمة، واطلب من خدمة الفندق دليلاً شاملاً للمعالم التي يمكنك زيارتها خلال شهر رمضان.