لا يخف نبض السياحة في اسطنبول خلال شهر رمضان، بل يزيد. فالمدينة التي تمتلئ بالمساجد القديمة وبالمعالم الرائعة تستقبل ملايين الزوار خلال الموسم الرمضاني. وتعتبر اسطنبول أكثر المدن التركية نشاطاً خلال شهر رمضان. فجمالها الخلاب يجعلها نموذجاً رهيباً للسياحة خلال هذا الشهر الفضيل. تخيّل معي روعة أن تقضي هذا الشهر بالقرب من مسجد السلطان أحمد، أو أن تطل على معلم آيا صوفيا. هذا عدا عن باقي المساجد الجميلة التي تجدها في أغلب الأحياء.
ويضاف إلى ما سبق الأنشطة المتنوعة التي تقام في هذا الشهر، والأسواق التي تغص بالناس خصوصاً عند حلول الليل. والمطاعم والخيم الرمضانية التي تجعلك تعيش لحظات لا تنسى.
وسنمنحك فيما يلي دليلاً للسفر إلى اسطنبول في رمضان، فرافقنا إلى نهاية المقالة.
1- خطط لرحلتك مسبقاً
ماذا تريد من السفر إلى اسطنبول؟ أنت في شهر رمضان، وطبيعة سفرك يجب أن تتلاءم مع هذا الشهر الفضيل. فإذن، احجز في فندق قريب من أحد المساجد، وخطط لجولاتك بعناية بحيث تتناسب مع روحانية رمضان. لا تنس حصتك من التسوق خلال التخطيط، وبالتأكيد، ضع زيارة ضفاف البوسفور ضمن القائمة.
2- احجز من خلال المطار
سيوفر لك موقع المطار حجز الفندق وحجز الطيران. قم بزيارة الموقع، وضع في قائمة البحث كلمة “اسطنبول”، وحدد تاريخ الذهاب والعودة، مع عدد الأفراد المسافرين، ثم انقر على خانة “بحث”، وستتلقى نتائج كثيرة. قم بالمقارنة بينها، ودقق في الأسعار، ثم انتق الرحلة المناسبة لك، وبعدها حدد الفندق الذي يعجبك. ولا تنس زيارة صفحة العروض في الموقع، فقد تتوفر بعض العروض للسفر إلى اسطنبول.
3- زيارة المعالم الدينية في اسطنبول
ستتفاجأ بكمية المعالم الدينية الإسلامية في اسطنبول. فهذه المدينة العريقة زاخرة بالمساجد والمتاحف والآثار الإسلامية. سيكون برنامجك في رمضان ممتلئاً بالجولات كل يوم، ولن تشعر بالملل أبداً، بل ستمتلئ بالسعادة والروحانية بسبب تواجدك في بعض المواقع.
ومن أبرز المعالم الدينية الإسلامية في اسطنبول:
- جامع السلطان أحمد: تأسس في الفترة بين 1609م و1616م، ويقع عند مضيق البوسفور. ويسمى بالمسجد الأزرق.
- مسجد بايزيد: انتهت أعمال بنائه عام 1506م، وهو ثاني أكبر مسجد بُني بعد الفتح الإسلامي للقسطنطينية.
- متحف مولانا: هو يعود للعصر السلجوقي، ويحتوي على حديقة رائعة مليئة بالنوافير ويوجد بداخله الكثير من الآثار القيمة.
- مسجد رستم باشا: شُيّد في عصر السلطان العثماني سليمان الأول، وتصاميمه الهندسية الداخلية والخارجية جميلة.
- الجامع الأخضر: أُسّس في الفترة بين 1413م و1424م، واشتهر بهذا الاسم بسبب تزيينه بالبلاط الأخضر.
- مسجد السليمانية: وهو من التحف المعمارية الرائعة التي تم تشييدها في عصر السلطان سليمان الأول عام 1557م.
- مسجد أورتاكوي: وهو تحفة معمارية رائعة تطل على ضفة مضيق البوسفور، تم بناؤه عام 1856م في عصر السلطان العثماني عبد المجيد.
وما ذكرناه لك هو عيّنات فقط، وإلا فإن اسطنبول زاخرة بالمعالم الكثيرة التي لا يمكن حصرها في مقالتنا الصغيرة.
4- المشاركة في الأنشطة الدينية
تنطلق الكثير من الأنشطة الرمضانية في اسطنبول بعد الإفطار. فصلاة التراويح هي إحدى السنن التي يواظب عليها الناس هناك، ويمكنك أن تشاركهم هذه التجربة الجميلة في العديد من المساجد. كما تشهد العديد من هذه المساجد دروساً وعظات دينية في المساء. هذا عدا عن الحفلات الدينية الإنشادية التي يحضرها الكثيرون في كل يوم من رمضان.
ولا تقتصر النشاطات والفعاليات على الكبار، حيث يوجد أيضاً منها للصغار، وتقوم بعض الهيئات والجمعيات بالتعاون مع البلديات بتنظيمها على شكل عروض ومسرحيات ومسابقات متنوعة.
5- المطاعم التركية والمأكولات الرمضانية
يعد شهر رمضان فرصة لتذوق الطعام التركي ولارتياد العديد من المطاعم الفاخرة في اسطنبول. ومن الأطباق التركية التقليدية في رمضان نذكر لك ما يلي:
- شوربة العدس الأصفر، وأيضاً شوربة الإزغولين، وهي التي يضاف لها البرغل مع العدس.
- الخبز الرمضاني: وهو نوع من الخبز تبدأ المخابز بإعداده عند حلول شهر رمضان المبارك.
- الشيش برك التركي: وهو من الأكلات التي تعد باللبن الزبادي، وتشتهر أيضاً في سوريا.
- المشاوي والكباب التركي: وهو من أشهر الأطباق اللذيذة التي تقدم في المطاعم في اسطنبول.
- البيض مع الطماطم: وهذا الطبق اللذيذ مناسب لوجبة السحور.
- كبسة اللحم التركية: ويتم تقديمها مع طبق السلطة.
6- استكشاف الأسواق الرمضانية
التسوق خلال رمضان في اسطنبول يعتبر نشاطاً سياحياً ممتعاً ورائعاً. ولا يرتاد الناس الأسواق بعد الإفطار فقط، بل خلال فترة الظهيرة أيضاً، يساعدهم في ذلك الطقس اللطيف الذي تتميز به اسطنبول.
وتوجد في اسطنبول الكثير من الأسواق الشعبية، ولا يمكن أن تدخل إلى أحدها من دون أن تخرج بكمية من المشتريات. أما المولات فهي منتشرة في أماكن عديدة.
7- التجول والاستمتاع بأجواء اسطنبول
وكأن مدينة اسطنبول مصممة للتجول وللاستمتاع بأجمل المشاهد فيها. فهي مدينة قديمة، وأحياؤها العتيقة رائعة، ومازالت تحافظ على معماريتها وتراثها الجميل. المقاهي تملأ ساحاتها وأسواقها. وأماكن الجلوس والاسترخاء متوفرة على ضفتي البوسفور. كما يمكن للسائح التجول عبر المضيق من خلال السفن والعبارات المخصصة لذلك.
في الختام
تجربة الإقامة في اسطنبول خلال شهر رمضان ستكون من العمر، بسبب الأجواء الاستثنائية التي ستشهدها في هذه المدينة الجميلة التي تزخر بالتاريخ وبالجمال وبالروحانية.