تمتاز دول المغرب العربي بطابع خاص يميزها عن باقي الدول العربية في العديد من الأمور. فاللهجة والطعام والثقافة والجغرافيا كلها أمور تجعلها تحمل بصمات خاصة جميلة إلى جانب المشتركات الكثيرة مع باقي مجتمعات الوطن العربي والتي على رأسها اللغة والدين. وحينما تُذكر دول المغرب العربي يُقصد بها خمس دول هي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا. ولكن كلامنا هنا عن المملكة المغربية بالتحديد، فرغم التشابه بين هذه الدول في العديد من العناصر والمكونات، إلا أن كل واحدة منها تحمل بصماتها الخاصة والمميزة.
نبذة عن المملكة المغربية
تقع المملكة المغربية في أقصى شمال غرب القارة الإفريقية، ولها حدود برّية مع موريتانيا والجزائر، ولها حدود بحرية على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وهي تقابل أسبانيا بحرياً وأقرب نقطة بينها هي في الممر البحري الشهير مضيق جبل طارق. عاصمة المغرب الدار البيضاء، وعدد سكانها يتجاوز الـ 33 مليون نسمة. وبسبب تأسيسها التاريخي ومجاورتها لحضارة الأندلس انعكس كل ذلك على التكوين النفسي والاجتماعي للمغربيين، ولذا تجدهم ذواقين للثقافة والفن ومقبلين على الفكر والفلسفة، وكل هذا المزيج ينعكس على مختلف جوانب حياتهم.
المغرب في شهر رمضان
تشبه المغرب باقي الدول العربية في استعداد الناس لشهر رمضان قبل حلوله، وفي بعض العادات التي يمارسها المجتمع خلال أيام هذا الشهر الفضيل. فالناس في المغرب تتجهز من خلال تأمين محتويات المطبخ بمختلف المواد الغذائية، فتزخر الأسواق قبل شهر رمضان بالمتسوقين ويعرض الباعة المواد الغذائية التي تشتهر خلال هذا الشهر.
وتتغير عادات الناس في المغرب وروتينهم مع دخول شهر رمضان المبارك، ويزداد الإقبال على زيارة المساجد في أوقات الصلوات وعلى أداء صلاة التراويح. وبعد المغرب يخرج الكثير من الناس من بيوتهم متجهين إلى الأسواق والمولات والمنتزهات والمرافق الترفيهية والواجهات البحرية، ويزداد الأمر كلما اقتربنا من آخر رمضان، حيث يقبل المغاربة على شراء ملابس العيد لأولادهم، وعلى ارتياد محلات الحلويات لتأمين الأطباق المغربية اللذيذة احتفاءً بقدوم عيد الفطر السعيد.
والتواصل والتزاور هو سمة أساسية من سمات المجتمع المغربي المسلم، حيث يصل المغاربة أرحامهم، ويقومون بزيارة أقربائهم وأصدقائهم، وفي هذه الجلسات يتناولون مختلف أنواع الحلويات المغربية اللذيذة ويشربون الشاي والعصائر.
المطبخ المغربي
المطبخ المغربي متنوع ويحتوي على أكلات فريدة ولذيذة، وتتميز كل منطقة في المغرب بأكلاتها تبعاً للعوامل الثقافية والاجتماعية التي سيطرت عليها طوال القرون الماضية. ولهذا سنجد تأثراً في شمال المغرب بالأطباق المستوحاة من الثقافة الأندلسية، وفي الجنوب حيث الصحاري سنجد أطباقاً عمادها لحوم المواشي ولبنها. وتتاثر عموم المغرب بشكل عام بالثقافة الأمازيغية المنتشرة في مجمل بلاد شمال وغرب القارة الإفريقية. وكل هذا المزيج الذي ذكرناه يصب تأثيره على الأطباق الشهية خلال شهر رمضان المبارك.
الأمر الآخر الذي يميز ثقافة الطبخ والطعام في المغرب هو غنى وجباتهم بالبهارات على اختلافها، وهذا ما جعل المغرب بلداً مشهوراً بالبهارات والتوابل ومختلف النكهات. وفي شهر رمضان، يهرع الناس إلى تجار البهارات والتوابل ليؤمّنوا حصتهم من هذه التوابل التي تدخل في وجباتهم وفي حلوياتهم على مائدة رمضان كل يوم.
أشهر الأطباق الرمضانية التقليدية في المغرب
يتميز المغرب بالكثير من الأطباق الرمضانية التقليدية، وأغلبها أطباق شهية تشعر بلذة خلطات التوابل فيها. ولكونها كذلك يستسيغها أهل الخليج وأهل الشام لكون التوابل الشهية هي جزء من مكونات طعامهم أيضاً.
وتوجد العديد من المطاعم التي تقدم الأكل المغربي في الوطن العربي، خصوصاً في دول الخليج. فالسعودية والكويت والإمارات وقطر تضم تشكيلة من المطاعم المحترفة التي تقدم أشهى المأكولات من المطابخ العالمية، ومنها المطبخ المغربي.
وأشهر الأطباق الرمضانية التقليدية في المغرب هي:
-
بوريك الكفتة المغربية
وهو طعام مغربي لذيذ وسهل التحضير ويجهز قبل الإفطار مباشرة ليقدم ساخناً. ومكونات هذا الطعام هي: اللحمة المفرومة والبيض مع مجموعة من البهارات مثل الفلفل الأسود والقرفة والكمون. وتفرد المكونات على شرائح العجين الجاهز ليتم قليها بعد ذلك.
-
طاجين الدجاج المغربي بالخضر والقراصيا
وهو من أشهر الأكلات المغربية التي تقدم خلال شهر رمضان، ومكونه الأساسي هو الدجاج، ويضاف إليه الكوسة المقطعة والجزر المقطع مع مقدار من القراصيا المجففة والزيتون المخلل الأخضر أو الأسود مع بصل مقطع على شكل شرائح. يحتوي هذا الطعام على مجموعة من البهارات مثل: الكاري والكركم والزنجبيل المطحون والفلفل الأسود والقرفة.
-
البركوكش بالحليب على الطريقة المغربية
ومكونات هذه الأكلة هي الحليب والزبدة والبركوكش مع مقدار من الحبة السوداء. وهي من الأطباق التي تقدم على الإفطار والسحور.
-
الحريرة
وهي عروس السفرة الرمضانية المغربية، وهي شوربة يدخل في مكوناتها اللحم والعدس والشعيرية والدقيق والبصل والطماطم والبقدونس والكزبرة والكرفس والحمص.
-
البريوات
وتتكون من العجين الذي يتم حشوه بالخضار واللحم والمكسرات، ويتم قليه في الزيت، ومن ثم يغمس بالعسل.
-
البطبوط
وهي مكونة من الخبز الدائري بحجم راحة اليد، ويحشى باللحم المفروم والخضار والجبن، وهو يقدم كطبق إضافي إلى جانب وجبات أخرى على مائدة رمضان.
-
الشباكية
وهي حلوى مغربية لذيذة مكونة من العجين الذي يقلى بالزيت، ومن ثم يغمس بالعسل والسمسم. وهي حلوى قابلة للتخزين، ولذلك، يتم تحضيرها قبل شهر رمضان، لتكون أحد الأطباق الأساسية يومياً بعد الإفطار.