مناخ القاهرة هو عامل رئيسي في حسم موضوع سفر السائح إليها. فبطبيعة الأمر من أوائل الأسئلة التي سيطرحها أي مسافر إلى أي وجهة حول العالم هو حول طبيعة المناخ في هذه الوجهة. ويمر مناخ القاهرة بعدة أطوار طوال العام تؤثر على طبيعة النشاط الذي يمكن أن يقوم به السائح فيها. فكيف هو المناخ في القاهرة، وكيف تتنوع النشاطات خلال فصول السنة المختلفة هناك؟ هذا ما سوف نتعرض له في هذه المقالة.
هل المناخ في القاهرة حار طوال العام؟
في بلدان الشرق الاوسط ومدنها، ومنها القاهرة، قد يكون هذا السؤال هو أبرز سؤال حول الطقس يسأله السائح المسافر إلى هذه البقعة الجغرافية. فالحرارة العالية عامل يعيق الكثير من النشاطات السياحية. والكثير من الناس يهرب من المناطق الحارة ويلجؤون للسياحة في المدن التي تتمتع بطقس معتدل ولطيف خلال فصل الصيف.
وبالعودة إلى مناخ القاهرة، فالقاهرة متنوعة الفصول، ولا يغلب عليها الطقس الصيفي الحار طوال العام. ففي القاهرة أيضاً الفصول الآتية: الخريف والربيع والشتاء. لذا، فإن الطقس الحار في القاهرة يستغرق عدة أشهر التي هي مدة فصل الصيف تحديداً. وعليه، فليطمئن السائح الذي ينوي زيارة القاهرة إلى أن هذه المدينة يمر عليها أشهر عديدة خلال السنة يكون الطقس فيها لطيفاً ويميل إلى البرودة كلما اتجهنا نحو الشتاء.
فإذا كنت من محبي السفر إلى القاهرة، سافر إليها خلال الأشهر التي تنخفض فيها الحرارة والتي سنتناولها بالتفصيل في المحاور التالية.
ما هي فصول السنة في القاهرة؟
فصول السنة في القاهرة أربعة، وهي الصيف والخريف والشتاء والربيع. ومدة كل فصل من هذه الفصول في القاهرة يختلف عن غيرها من المدن في الإطار الجغرافي القريب منها نسبياً. ولهذا يمكن أن تلحظ فروقات في طبيعية هذه الفصول بين القاهرة وبيروت، أو بين القاهرة واسطنبول أو أثينا. فصيف القاهرة أكثر حرارة، وشتاء القاهرة أقل برودة من المدن التي أسلفنا ذكرها.
ويمكن تحديد فصل الصيف في القاهرة ما بين يونيو وسبتمبر
والحرارة تكون فيه مرتفعة، وتتجاوز عتبة الأربعين درجة على مقياس سيليسيوس. وفي هذا الفصل يمكن للسائح ممارسة السباحة في المنتجعات وزيارة المراكز المكيفة والمولات التي تتمتع بالتبريد الكهربائي.
وفصل الخريف في القاهرة ما بين أكتوبر إلى أخر نوفمبر
الطقس في الخريف جميل جداً، والحرارة معتدلة، وقد تشهد القاهرة هطول بعض الأمطار. وفي الخريف يمكنك زيارة الأهرامات وباقي الآثار والمعالم، والتنزه في النيل، والتمتع بالحياة في الليل من خلال زيارة المطاعم والجلوس في الهواء الطلق.
وفصل الشتاء في القاهرة من ديسمبر إلى فبراير
فصل الشتاء في القاهرة بارد، ولكنه يميل إلى الاعتدال. فشتاء القاهرة ليس قارساً، نعم قد تنخفض الحرارة أكثر في الليل نظراً لطبيعة هذه المدينة المتاخمة للصحاري في شمال القارة الإفريقية. وفي هذا الفصل يمكن التنزه والمشي والتجول في المدن والأحياء والأسواق الشعبية، وحضور الفعاليات التي تقام في الهواء الطلق.
وفصل الربيع في القاهرة من مارس إلى مايو
فصل الربيع قريب في لطافة جوه لفصل الخريف، ويمكن الاستمتاع بالكثير من النشاطات الخارجية. ولكن تتعرض القاهرة خلال الربيع لموجات من رياح الخماسين الحارة والتي تحمل معها الغبار من الصحاري الغربية، مما يؤثر على نشاط الناس والسياح بشكل عام. ولكن هذا العامل المناخي يستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوع، ثم يعود الطقس إلى حالته الطبيعية وجوه اللطيف.
ما هو أفضل وقت لزيارة القاهرة؟
لا يمكن إعطاوك جواباً حاسماً على أفضل وقت لزيارة القاهرة، فالأمر يتوقف على أهدافك من السفر، وعلى علاقتك بفصول السنة بشكل عام.
فإذا كنت لا تحب فصل الصيف، ويضيق خلقك من الحر، فلا أنصحك بزيارة القاهرة في فصل الصيف. ويمكنك زيارتها في باقي الفصول.
وإذا كنت من محبي السباحة والمنتجعات، ففصل الصيف مناسب لك. وإذا كنت من محبي التجول والمشي واكتشاف الأحياء والمدن، ففصل الخريف مثالي جداً لهذه التوجهات.
هل القاهرة باردة في الشتاء؟
الطقس في القاهرة خلال النهار بارد شتاءً ولكنه أقرب للاعتدال، ولكن الحرارة تنخفض ليلاً بسبب الطبيعة الجغرافية للقاهرة المجاورة لبعض الصحاري في الشمال الإفريقي. وهذا يعني أن عليك أن تتسلح خلال الشتاء بالملابس القطنية المعتدلة مع احضار السترة الشتوية التي قد تحتاجها في بعض الاوقات، وقد تستغني عنها في بعض الأوقات الأخرى.
ما هو تأثير الطقس في القاهرة على الحياة اليومية؟
لا شك بأن الطقس له تأثير على الحياة اليومية في القاهرة، وعلى نمط حركة الناس فيها. فخلال فصل الصيف يتجنب الناس الخروج تحت الشمس، إلا من هو مضطر لذلك. وتصير أكثر النزهات خلال المساء، عندما تنخفض درجات الحرارة. ويزيد طلب الناس خلال الصيف على وسائل التكييف. وتتسلح أغلب الفنادق في القاهرة بالمكيفات حرصاً على راحة نزلائها.
أما باقي الفصول فهي مناسبة لأغلب الناس إجمالاً في حركتهم وخروجهم وتجولهم في أي وقت من أوقات اليوم. نعم، يقل التجول خلال هطول الأمطار.
يبقى أن القاهرة تتعرض لعواصف ترابية خلال فصل الربيع وفي أجزاء من الصيف، وهذا يؤثر على صحة بعض المواطنين ممن يعانون من مشاكل تنفسية. تقل الحركة خلال هذه العواصف، وتقل السيارات في الطرقات السريعة بسبب تغبش الرؤية.
ما تأثير التغيرات المناخية على القاهرة؟
تعاني القاهرة كغيرها من المدن من بعض آثار التغير المناخي الذي يضرب مختلف أنحاء العالم. فمن الملاحظ أن صيف القاهرة أصبح أكثر حرارة، وأن معدل الهطولات المائية في الشتاء يزداد ضمن فترات زمنية قصيرة جداً فيتحول إلى غزير ووحشي، فتفيض الطرقات به فجأة.
ومن الطبيعي أن يؤثر تغير المناخ على معدلات المياه في نهر النيل خلال فصل الصيف، وأن يزداد تطرف بعض العوامل المناخية مثل العواصف الترابية التي تصبح أشد.
خاتمة
عامل المناخ أساسي في أي توجه سياحي حول العالم. وبسبب تنوع حالة الطقس في مدينة القاهرة، على السائح الاطلاع على مدة كل فصل في السنة وأن يحسم في أي موسم يفضل أن يسافر.
تستطيع أن تزور القاهرة في أي وقت في السنة، وهي لديها مرافقها السياحية الصالحة لاستقبال السياح خلال كل الفصول. يبقى عليك أن تحدد الوقت المناسب للزيارة، وأن تجهز نفسك بالملابس والأدوات المناسبة للفصل الذي ستزور به القاهرة.