تتعدد وجهات السياحة العلاجية حول العالم، وتعتبر بعض بلدان الشرق الأوسط من أهم وجهات السياحة العلاجية التي تقدم أرقى الخدمات الطبية وأميزها. وقد أضحى قطاع السياحة العلاجية من أهم القطاعات التي تنشّط الاقتصاد الوطني وتساهم في خلق مساحة من الثقة فيه وذلك من خلال المساهمة التي يقدمها الكوادر والكفاءات التي تعمل في هذا القطاع الحساس.
ما معنى السياحة العلاجية؟
السياحة العلاجية هي السفر لفترة من الزمن لقصد تلقي العلاج الطبي أو العلاج الطبيعي أو لاستشارة بعض الأطباء أو لإجراء بعض الفحوص الطبية، وتكون الوجهة إلى أحد البلدان المتميزة في هذا المجال.
والسبب الذي يدفع المرضى للسفر بقصد السياحة العلاجية هو بسبب تدني مستوى الخدمات الطبية في بلادهم، ولكون بعض الخدمات الطبية أو الأجهزة التشخيصية غير متوفرة لديهم. أو بسبب السعي للوصول إلى أبرز الكفاءات في مجالات طبية معينة وهي تكون متوفرة في بعض البلدان المتخصصة في تقديم الخدمات الطبية.
أنواع السياحة العلاجية
تنقسم السياحة العلاجية إلى قسمين رئيسيين:
1- السياحة العلاجية الطبية
وهي السياحة التي يتلقاها المريض في المستشفيات والعيادات الطبية المتخصصة، وتستخدم فيها أهم أجهزة الفحص والتشخيص، مع اللجوء إلى الكفاءات الطبية البشرية بحسب الحالة التي يراد علاجها.
2- السياحة العلاجية الاستشفائية
وهي التي تعتمد على المصادر الطبيعية في العلاج، كاللجوء إلى مصادر المياه المعدنية أو الكبريتية، أو من خلال الاستفادة من بعض أنواع الرمال أو الطين المفيدة الجسم. أو من خلال التعرض لمناخ محدد أو لطبيعة جغرافية معينة بقصد التشافي أو استعادة النشاط والحيوية. أو من خلال الإقامة في بعض المنتجعات الصحية وتلقي خدمة صحية عالية يتخلص من خلالها الزائر من التعب المزمن ومن الإرهاق والخمول.
السياحة العلاجية في السعودية ورؤية 2030
تحتل السعودية حالياً مكانة مميزة في الشرق الأوسط على صعيد السياحة العلاجية. وتضم في أرجائها أهم المدن العلاجية والمستشفيات التي تقدم كافة الخدمات الطبية وبمستوى عال ومهم. وهي تضم عدة مستشفيات تقع من ضمن أفضل 100 مستشفى على صعيد العالم، وعلى رأسها مستشفى الملك فيصل التخصصي. ولا تكتفي السعودية بالمستوى الذي تقدمه حالياً، فخطة 2030 قد لاحظت هذا القطاع ووضعت له خطة محكمة للنهوض أكثر وبقوة في مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية. وتبتغي الخطة من وراء هذا المسار تقديم الخدمة الطبية المميزة للمواطنين المقيمين في السعودية، ولتنشيط الدورة الاقتصادية من خلال ما تجتذبه السياحية من رؤوس أموال سنوياً.
لماذا أصبحت السعودية في الطليعة في مجال السياحة العلاجية؟
النهضة الاقتصادية التي تشهدها السعودية شملت جميع الميادين والمجالات. وكل مجال ستجده يرتبط ارتباطاً وثيقاً بغيره ولا ينفصل عنه في البعد الاقتصادي. وقد أولت السعودية منذ عقود عناية لمجال السياحة العلاجية. والسياحة العلاجية مرتبطة بغيرها من القطاعات الاقتصادية. فأي زائر للعلاج سيحتاج إلى استخدام الفنادق وإلى ارتياد الأسواق وإلى التعرف إلى بعض معالم السعودية خلال فترة إقامته العلاجية. والخدمة المميزة التي سيتلقاها أي وافد ستشكل دعاية للمكانة التي وصلتها السعودية في مختلف المجالات.
وقد حرصت السعودية للنهوض بالقطاع الطبي على تأهيل كوادر محلّية وعلى استقدام الخبرات الطبية العربية والأجنبية ومن كافة التخصصات. ولا يمكن لأي طبيب مباشرة مهامه إلا بعد التأكد من حيازته كافة المؤهلات والكفاءات المطلوبة لتقديم الخدمة الطبية على أعلى مستوى.
وتعمل الكوادر الطبية في أهم وأكبر المستشفيات في المنطقة. بعضها يعتبر بمثابة مدينة طبية متكاملة، مع العديد من الأبنية التي تستوعب كافة التخصصات. وقد تم بناء هذه الصروح الطبية على أحدث طراز، وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
ولم تكتف السعودية بعدد محدود من المستشفيات الطبية، حيث يوجد العديد منها موزعة ما بين العاصمة الرياض وغيرها من المدن السعودية. وهذا ما يجعل أي زائر أمام مروحة خيارات واسعة لتلقي العلاج الذي يحتاج إليه.
كما أن بعض المستشفيات أو المدن الطبية تتخصص في توفير بعض الخدمات الطبية، فستجد مثلاً إحدى المستشفيات وقد تخصصت في مجال أمراض الكلى والجهاز البولي، وأخرى في مجال الأورام والأمراض السرطانية، وغيرها في مجال الأعصاب.. وهكذا.
أهم المستشفيات السعودية التي تقدم خدمة طبية عالية الجودة
توجد في السعودية مستشفيات عديدة، وأغلبها يقدم مستوى طبي مهم وجيد، ولكننا سنذكر فيما يلي أهم 5 مستشفيات في هذا المجال، وهي:
1- مستشفى الملك فيصل التخصصي
يقدم مستشفى الملك فيصل أفضل الخدمات الطبية، وهو من أفضل المستشفيات في مجال زراعة الأعضاء، وعلاج الأورام وأمراض القلب، إلى جانب الأمراض الوراثية والعصبية. وهذا ما جعل تصنيفه من ضمن الـ 100 مستشفى الأفضل حول العالم.
2- مدينة الملك سعود الطبية
تعتبر مدينة الملك سعود الطبية من أقدم وأهم المجمعات الطبية في السعودية، وتضم ثلاث مستشفيات وهي المستشفى العام ومستشفى النساء، ومستشفى الأطفال، ومركز الأسنان، ومركز الملك فهد لمرضى الفشل الكلوي.
3- مدينة الملك فهد الطبية
وهي تعتبر من أكبر المدن الطبية في السعودية، وإحدى أهم وجهات السياحة العلاجية. وتحتوي على 4 مستشفيات هي المستشفى الرئيسي ومستشفى النساء التخصصي، ومستشفى الأطفال، ومستشفى التأهيل. وتضم 4 مراكز طبية هي المركز التخصصي للسكري ومركز الملك سلمان لطب وجراحة القلب، ومركز أورام الغدد الصماء، ومركز العلوم العصبية.
4- مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية
تقع مستشفى المملكة في العاصمة الرياض، وتعتبر من أكثر المستشفيات تجهيزاً وأحدثها على صعيد المعدات. وهي تقدم كافة أنواع الاستشارات والخدمات العلاجية والتي تشمل على سبيل المثال لا الحصر: الطب الباطني، وأمراض النساء والولادة، وطب الأطفال، وعلاج الأورام وغير ذلك.
5- مجموعة مستشفيات المانع
تعتبر مجموعة مستشفيات المانع واحدة من أكبر وأقدم الشركات الطبية في منطقة الخليج. وتضم مجموعة من المراكز المتخصصة التي تقدم أحسن الرعاية الصحية في المنطقة. ومستشفيات المانع تغطي جميع مناطق المنطقة الشرقية في السعودية.
أبرز وجهات السياحة العلاجية الاستشفائية في السعودية
السياحة العلاجية الاستشفائية، كما أسلفنا، تشمل التوجه إلى مصادر الطبيعة من أجل تلقي الاستشفاء الجسدي والنفسي. وفيما يلي أهم 5 وجهات للسياحة الاستشفائية في السعودية:
- منتجع هابيتاس العلا
- ينابيع الإحساء
- منتجعات أبها الجبلية الساحرة
- أمالا البحر الأحمر
- الطائف وجنانها الخضراء