تهتف قلوب ملايين المسلمين على مدار العام لزيارة المعالم الدينية في السعودية. وإن معالم سياحية في المملكة مع كونها تصنف من المعالم الدينية تعتبر مقصداً لعشاق السياحة الدينية خصوصاً خلال المواسم الكبرى وعلى رأسها شهر رمضان المبارك.
مكة المكرمة والكعبة المشرفة هما الوجهة رقم واحد لكل المسلمين من كل أنحاء العالم. والمدينة المنورة والمسجد النبوي هما الوجهة رقم اثنين. يفد إلى هذين المكانين عشرات الملايين كل عام. وتنتعش قلوب المشتاقين من المسلمين حينما تطأ أقدامهم أرض الرسالة ومدينة رسولهم الكريم.
ولأجل أهمية هذه الأماكن وموقعها في الوجدان الديني الإسلامي، تعتبر السعودية هي الوجهة الأولى الأكثر استقبالاً للسائحين ضمن ما يسمى السياحة الدينية.
السياحة الدينية في السعودية والبنية التحتية المتطورة
أي زائر للأماكن الدينية في السعودية سيتفاجأ بضخامة وروعة البنية التحتية والعمارة الهندسية التي تكلل أغلب المعالم التي يزورها المسلمون هناك. عمليات التوسعة والتطوير والتحديث لم تتوقف ولا تتوقف أبداً، وفي كل سنة يجد الزوار تجديدات تقدّم الكثير من السعة والراحة لحركتهم ولنشاطهم الديني والعبادي خصوصاً خلال ذروة المواسم التي يتوجه فيها الناس إلى هناك.
والسعودية منذ قيامها لا تعرف سكوناً ولا توقفاً عن التطور والتكامل في مختلف الميادين. ويمكنك ببحث بسيط من خلال الشبكة العنكبوتية أن ترجع إلى أرشيف الصور القديمة لما كانت عليه مدن السعودية قبل 60 أو 70 عاماً، وكيف أصبحت في عصرنا الحالي.
قم بتفحص صور مكة ومعالمها، وخصوصاً المسجد الحرام ومحيطه، وقم بالتدقيق في صور المدينة المنورة ومعالمها، وخصوصاً الحرم النبوي ومحيطه. وقم بالتفرّس في صور مدينة جدة والرياض والإحساء وغيرها من المدن، لتكتشف كيف أن السعودية كانت تقوم بنقلات جبارة في مجال العمران وفي مجال التطوير السياحي والاقتصادي.
أهم 5 معالم سياحية في السعودية في مجال السياحة الدينية
ضمن هذا العنوان سنركّز على 5 معالم سياحية دينية موجودة في مكة والمدينة، وهذه المعالم هي:
- الكعبة المشرفة
- المسجد الحرام
- غار حراء
- المسجد النبوي
- مسجد قباء
1- الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة هو أهم وجهة دينية للمسلمين على الإطلاق. وهو الوجهة التي يتوجه إليها المسلمون أثناء صلاتهم أينما كانوا، في مشارق الأرض ومغاربها. وبحسب اعتقاد المسلمين، فإن الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله الواحد الأحد.
والكعبة هي بناء على شكل مكعب، تُغطى بقماش أسود مطرز بالطراز الذهبي، ويتم استبداله مرة كل عام. ويتوجه المسلمون إلى الكعبة وفي ثقافتهم التاريخية قائمة مليئة بالتاريخ والأحداث التي وقعت في هذا المكان وفي محيطه.
فمحطات من قبيل بداية الدعوة الإسلامية وفتح مكة وتحطيم الأصنام وغير ذلك، كل هذه الأمور ستحضر حينما يحضر أي مسلم أمام الكعبة التي تتوسط باحة الحرم بهيبة فائقة.
2- المسجد الحرام
يشمل المسجد الحرام الكعبة وما حولها، حيث ستجد في محيط الكعبة باحات واسعة وضخمة، تمت توسعتها على مراحل، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه حالياً. ويشمل المسجد الحرام مقام النبي إبراهيم، وبئر زمزم، والصفا والمروة، إضافة إلى الكعبة.
ومقام إبراهيم هو حجر بالقرب من الكعبة المشرفة، وهذا الحجر كان يقوم عليه نبي الله إبراهيم، وقد تم وضع الحجر داخل اسطوانة من الذهب.
أما بئر زمزم فهو البئر الذي فجره الله لنبي الله اسماعيل وامه هاجر، ويبعد عن الكعبة المشرفة حوالي 21 متراً.
وأخيراً، الصفا والمروة هما النقطتان اللتان يتحرك بينهما الحاج، فيمشي ذهاباً وإياباً بينهما سبع مرات. وتاريخياً، تعتبر هاتان النقطتان المسافة التي قطعتها السيدة هاجر بينهما عدة مرات حينما كانت تبحث عن الماء لابنها اسماعيل في تلك البقعة التي لم يكن فيها زرع ولا ماء. وبعدما مشت عدة مرات بين الصفا والمروة، فجر الله لها ولابنها بئر زمزم من جانب المكان الذي كان يرقد فيه نبي الله اسماعيل.
3- غار حراء
لغار حراء ذكرى عظيمة عند المسلمين. فمن هذا المكان بدأ نزول الوحي على النبي محمد، وفيه تلقى أولى الآيات القرآنية. وقد كان نبي الإسلام قبل أن يستقبل الوحي يتوجه إلى هذا الغار ليعتزل الناس، وليتفرغ لعبادة ربه.
ويقع غار حراء في مكة، شمال شرقي المسجد الحرام. ويتموضع على جبل حراء الذي يرتفع قرابة أكثر من 600 متر عن سطح البحر. وحينما تصل إلى مكان الغار ستجد فجوة في الجبل ومكاناً يتسع لعدة أشخاص.
4- المسجد النبوي
هو المسجد الذي أسسه النبي في المدينة المنورة بعد هجرته إليها. وقد كان يصلي بالمسلمين فيه أثناء تواجده في المدينة. وقد قام النبي بتوسعته لاحقاً بعدما ضاقت الساحة القديمة بالمصلين، وذلك مع توالي دخول الناس في الدين الإسلامي.
وقد تعرض المسجد النبوي للعديد من مشاريع التوسعة بعد وفاة النبي، منها في عهد الخلفاء الراشدين، ومنها في العصر الاموي ومن ثم العباسي والعثماني، وهكذا إلى أن أخذ هيئته الحالية البهية والواسعة جداً في عهد المملكة العربية السعودية.
ويضم المسجد النبوي منبر الرسول والروضة النبوية والحجرة النبوية التي دفن فيها ومكتبتين، إضافة إلى القبة الخضراء التي تعلو الحجرة النبوية.
5- مسجد قباء
مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام، وقد وضع أساساته نبي الإسلام حين توجه من مكة إلى المدينة المنورة. وقد كان النبي يصلي فيه في بعض الأيام، ويوصي بالصلاة فيه.
ويعتبر مسجد قباء بعد التوسعات العديدة التي تعرض لها عبر التاريخ أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي.