تخيل أن تخطو داخل كتاب تاريخي حيّ!! هذا ما ينتظرك في سلطنة عُمان التي تمتلك تراثاً غنياً جداً وحافلاً بالمعالم. يزخر تاريخ سلطنة عمان بقصص البحّارة الشجعان، والقوافل التجارية عبر الصحاري، والحصون التي صمدت قرونًا لتحكي حكايات أمة لم تنقطع جذورها يومًا. في هذه الجولة التاريخية، سنأخذك عبر أبرز معالم سلطنة عُمان التاريخية لتعرف لماذا أصبح هذا البلد الخليجي وجهة لا غنى عنها لعشاق التراث والتاريخ في المنطقة.
عُمان: تاريخ فريد وموقع استثنائي
تتميّز سلطنة عُمان بكونها ملتقى طرق حضاري ضمن موقع استراتيجي في شبه الجزيرة العربية، مما أكسبها إرثًا تاريخيًا فريدًا وجعلها دولة غنية بالمعالم القديمة. هل تعلم أن سلطنة عمان هي أقدم دولة عربية يحكمها سلاطينها عبر القرون دون انقطاع؟! بعد القرن السادس عشر، بنت عُمان إمبراطورية بحرية تنافست مع القوى الاستعمارية، وامتد نفوذها عبر المحيط الهندي ليصل ساحل شرق إفريقيا عند زنجبار في ذروة مجدها. هذا التاريخ العريق منح سلطنة عُمان شخصية حضارية متفردة، لها طابعها الخاص الذي يميزها حتى عن بعض جيرانها.
التراث العُماني كنز سياحي
لا يقتصر تميّز عُمان على تاريخها فحسب، بل يتجلى أيضًا في طريقة احتفائها بهذا التاريخ وصونه ليستمتع به الزوار من كل أنحاء العالم. أدركت السلطنة مبكرًا أهمية كنوزها التراثية، فسعت إلى توثيقها عالميًا وحمايتها. وقد حققت إنجازات لافتة في عام 2025 حين نجحت في إضافة أربعة مواقع تاريخية عُمانية إلى قائمة التراث العربي المعتمد من جامعة الدول العربية. شملت هذه المواقع قلعة نزوى وقلعة صحار ومسجد الحمودة ومسجد الشواذنة، التي حظيت بهذا الاعتراف تقديرًا لقيمتها المعمارية والتاريخية. مثل هذا الإدراج العربي والدولي يعكس التزام عُمان بالحفاظ على تراثها العربي الإسلامي، ويعزّز مكانتها كوجهة ثقافية سياحية. وإلى جانب ذلك، تستثمر الحكومة بكثافة في ترميم المواقع الأثرية وتطوير المتاحف وتحديث عروضها، كما فعلت بإطلاق هوية بصرية جديدة لـقلعة بهلاء، أول موقع عُماني أدرج ضمن التراث العالمي (1987)، تأكيدًا على مكانتها التاريخية وجذبًا لمزيد من الزوار. كل هذه الجهود تأتي ضمن رؤية عُمان السياحية لدمج التراث في التجربة السياحية الحديثة، بحيث يكون الماضي جزءًا حيًا من حاضر الزائر.
معالم عمانية تروي حكايات التاريخ
لا شيء ينقل الزائر عبر الزمن مثل المعالم التاريخية المنتشرة في أرجاء عُمان. فهذه البلاد أشبه بمتحف مفتوح تتناثر فيه القلاع والحصون والقرى الأثرية من شمالها إلى جنوبها، فلكل منطقة قصة. ومن أبرز هذه المعالم:
- قلعة نزوى: وهي الشهيرة ببرجها الأسطواني الضخم، وكانت يومًا مركزًا علميًا وحاضرة لعُمان في القرن السابع عشر.
- قلعتا الجلالي والميراني: وهما شاهدان على حقبة البرتغاليين وصمود العمانيين في وجههم.
- قلعة نخل: تقع وسط بساتين النخيل.
- قلعة الرستاق: وهو بناء تاريخي له حضوره المهيب.
- قلعة بهلاء: تقع في محافظة الداخلية، وهي جوهرة التراث العُماني وإحدى أكبر قلاعه.
وإلى جانب الحصون، تزخر عُمان بقرى طينية تاريخية مثل منح في الداخلية وسمهرم في ظفار، حيث يمكن للمرء أن يتخيل الحياة قبل مئات السنين بين أطلال المنازل والأسواق القديمة.
كما تضم عُمان مواقع أثرية أقدم عهـدًا تعود إلى العصر البرونزي؛ فعلى سبيل المثال، تنتشر مدافن بات والخطم والعين في محافظة الظاهرة وهي هياكل جنائزية عمرها نحو 5,000 عام تُدهش الزوار بهندستها الغامضة.
وفي ساحل محافظة جنوب الشرقية تقع أطلال مدينة قلهات القديمة، التي كانت مركزًا تجاريًا مزدهرًا خلال فترة ازدهار تجارة المحيط الهندي، واليوم يمكنك التجول بين بقايا صروحها كمسجد بيبي مريم الشهير.
أما في محافظة ظفار جنوبًا، فتأخذك أرض اللبان إلى حقبة أقدم حيث اشتهرت عُمان بتجارة اللبان قبل الميلاد؛ هنا يمكنك مشاهدة أشجار اللبان في وادي دوكة والوقوف بين أطلال مدينة سمهرم (خور روري) التي كانت ميناءً قديمًا لتصدير اللبان إلى حضارات العالم القديم.
فعاليات تراثية في سلطنة عمان تحيي الماضي
لا تقتصر التجربة العُمانية على استكشاف المواقع الثابتة، بل تتعداها إلى فعاليات ومهرجانات مميزة تجعل الزائر يعيش التراث العُماني مباشرة. فطوال العام، تُنظم السلطنة مهرجانات ثقافية وسياحية تجذب الآلاف من داخل وخارج البلد. منها على سبيل المثال:
مهرجان مسقط: يقام في بداية كل عام ليقدم توليفة من العروض الفنية والفلكلورية والأطعمة التقليدية في أجواء احتفالية مبهجة.
مهرجان صلالة السياحي: يقام في الخريف، وقد تطور ليصبح مهرجانًا عالميًا بسبب جهود تطوير البنية السياحية في ظفار. خلال هذا المهرجان يستمتع الزوار بعروض الموسيقى والرقص التقليدي، ويتجولون بين معارض الحرف والفنون المحلية، ويتذوقون أشهى الأطباق العُمانية في أكشاك الطعام، كما يمكنهم اقتناء التذكارات من المشغولات اليدوية العُمانية الأصيلة.
اليوم الوطني العُماني: (في 18 نوفمبر) تضاء الشوارع وتُقام عروض الألعاب النارية والاستعراضات العسكرية المهيبة، ويتكاتف المواطنون والمقيمون للاحتفال بمسيرة نهضة عُمان الحديثة.
ذكرى يوم النهضة: (في 23 يوليو) وهو تكريم سنوي لتولي السلطان قابوس مقاليد الحكم عام 1970، والذي شكّل نقطة تحوّل في تاريخ عمان الحديث.
مهرجان عُمان للشعر: (سيقام في ديسمبر 2025) يشارك فيه شعراء من كافة أنحاء العالم العربي للاحتفاء بالإبداع الشعري العُماني والعربي.
مهرجان الظاهرة السياحي 2026: ضمن إستراتيجية إبراز التنوع الثقافي والطبيعي لهذه المحافظة العمانية.
رحلة إلى سلطنة عمان بلا قلق مع ميزة “تأخيركم علينا”
عندما تقرر خوض هذه المغامرة التاريخية في رحاب سلطنة عُمان، لن يكون عليك القلق حتى من مفاجآت السفر. توفر منصة المطار ميزة اختيارية باسم تأخيركم علينا، تضمن لك إعادة الحجز مجانًا أو استرداد 100% من سعر التذكرة الأساسي والضرائب إذا تعرضت رحلتك الجوية لأي تأخير. هذه الخدمة المبتكرة تعني أنك ستسافر إلى سلطنة عُمان وغيرها من البلدان وأنت مرتاح البال.
وفي الختام، إذا كنت متعطشًا لاكتشاف الحضارات القديمة، أو الاستمتاع بالفعاليات الثقافية المتوعة، فإن سلطنة عُمان تَعِدُك بتجربة سياحية فريدة ومميزة.
الأسئلة الشائعة حول تاريخ سلطنة عمان
ما الذي يميز تاريخ سلطنة عُمان؟
تتميز عُمان بأنها أقدم دولة عربية مستقلة بشكل متواصل بتاريخ يمتد لآلاف السنين، مزجت حضارة اللبان البحرية والإسلامية لتشكل تراثًا فريدًا يجذب عشاق التاريخ.
ما أبرز المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها في عُمان؟
تضم عُمان معالم بارزة مثل قلعة نزوى وقلعة بهلاء، إلى جانب حصون تاريخية كالجلالي والميراني في مسقط، وقرى قديمة مثل سمهرم في ظفار.
كيف تعتني عُمان بتراثها الثقافي؟
تولي السلطنة عناية خاصة بتراثها عبر ترميم الحصون والقلاع القديمة وتحويلها إلى مزارات، وإنشاء المتاحف وتنظيم المهرجانات التراثية، إضافة لتسجيل مواقعها التاريخية عالميًا.
هل توجد فعاليات تراثية سنوية في عُمان؟
نعم، تقام سنويًا مهرجانات وفعاليات عديدة أبرزها مهرجان مسقط الثقافي في الشتاء ومهرجان صلالة السياحي صيفًا، إلى جانب احتفالات اليوم الوطني وعروض تقليدية جذابة وجميلة.