الأكلات البحرينية الشعبية: لمحة عن الثقافة والتراث

الأكلات البحرينية الشعبية: لمحة عن الثقافة والتراث

تتمتع مملكة البحرين بتراث ثقافي ثري ومتنوع يمتد عبر قرون طويلة. هذه الجزيرة الصغيرة في الخليج العربي كانت منذ القدم مركزاً تجارياً مهماً استقطب شعوباً وحضارات متعددة، مما أكسبها تنوعاً ثقافياً فريداً. يتجلى هذا التنوع في العادات الاجتماعية البحرينية المعتدلة والمضيافة وفي جوانب التراث كافة، بدءاً من الحرف التقليدية وصولاً إلى المطبخ المحلي. بالرغم من التطور الذي طرأ على نمط الحياة والعمران، لا تزال البحرين تعتز بهويتها وتحافظ على تقاليدها الأصيلة، حيث تجد الثقافة البحرينية مزيجاً متناغماً بين الأصالة والانفتاح على التأثيرات الخارجية.

المطبخ البحريني وعلاقته بالثقافة والتراث

يُعد المطبخ البحريني جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية، فهو مرآة لتاريخ البلاد وتراثها الاجتماعي. تعكس الكثير من اكلات بحرينية شعبية قيم المجتمع البحريني وعاداته، مثل الكرم وحسن الضيافة، حيث يقدم أهل البحرين القهوة العربية المُبهرة بالهيل والزعفران مع التمر أو الحلوى البحرينية ترحيباً بالضيوف.

 كما ترتبط بعض الأطباق بالمناسبات الدينية والاجتماعية؛ فمثلاً تتصدر أطباق رمضان الشعبية موائد الإفطار البحرينية كالثريد والهريس، وتُعد طبقًا رمزيًا يُجمَع حوله الأهل والجيران في مشهد يعكس روح المشاركة والتكافل.

 ويشتهر المطبخ البحريني أيضاً بالاعتماد على ما تجود به البيئة المحلية من خيرات البحر والبر؛ إذ يكثر استخدام الأسماك والروبيان والتمور واللحوم.

 كل ذلك جعل المطبخ البحريني مزيجاً مبتكراً من النكهات العربية والفارسية والهندية وغيرها، تطوّر عبر القرون بفضل موقع البحرين كمرفأ تجاري تلاقت فيه ثقافات عديدة.

اكلات بحرينية شعبية

إذا كان عليك أن تزور البحرين، فيجب أن لا تفوت تذوّق الأكلات البحرينية الشعبية لكونها تتميز بتتبيلتها الخاصة، ومكوناتها المحلية الغنية.

سافر إلى البحرين عبر المطار، واحظ بأفضل العروض على حجوزات الطيران والإقامة الفندقية، ولا تفوت الاستفادة من أحد خدمات المطار المميزة، وأبرزها الاشتراك في خدمة الولاء جوّك.

  • المجبوس البحريني

 طبق الأرز الأشهر في البحرين ويُعتبر الطبق الوطني غير الرسمي للبلاد.

مكوناته: يتكون المجبوس من أرز بسمتي مطهو بمرق اللحم أو الدجاج أو السمك المتبل بخليط بهارات بحرينية خاصة أهمها اللومي المجفف (الليمون الأسود) والفلفل الأسود والزعفران. يُطهى الأرز في مرق اللحم المتبل جيداً مما يمنحه نكهة غنية ورائحة زكية، ويُقدّم المجبوس عادةً مع اللحم أو السمك على سطحه. تختلف نكهته عن طبق الكبسة السعودي رغم التشابه الظاهري، بفضل استعمال البحرينيين المكثف للومي الذي يضفي حموضة فريدة.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: لا تخلو مناسبة اجتماعية أو تجمع عائلي من هذا الطبق التقليدي الذي يجمع حوله الناس ويعكس روح الضيافة البحرينية.

  • محمر مع السمك

 يُعتبر المحمر من الأطباق البحرينية المميزة وهو أرز حلو المذاق يُطهى بإضافة الدبس (مركز التمر) أو السكر أثناء طبخه حتى يكتسب حلاوة ولوناً بنياً. غالباً ما يُقدَّم المحمر كطبق جانبي مع السمك المقلي، خاصة مع سمك الصافي البحريني الشهير، مما يخلق توازناً لذيذاً بين المذاق الحلو للأرز والمالح للمأكولات البحرية.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: هذا المزيج الفريد يجسد ارتباط أهل البحرين بالبحر واعتمادهم التاريخي على صيد الأسماك واللؤلؤ، حيث اعتاد الصيادون قديماً تناول الأرز الحلو مع صيدهم لتعويض الطاقة خلال رحلات الغوص الطويلة.

  • الثريد البحريني

 طبق تقليدي عريق يرتبط بشهر رمضان المبارك ويُعدّ رمزاً للسخاء والتكافل في الثقافة البحرينية. يتكون الثريد من مرق لحم أو دجاج مطبوخ مع الخضروات والبهارات، ويُسكب المرق ومكوناته على قطع الخبز البحريني الرقيق حتى تتشرب النكهات. يُقدَّم الثريد ساخناً على مائدة الإفطار في رمضان، ويمثل وجبة متكاملة تجمع أفراد العائلة حولها بعد الصيام.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: يعود أصل الثريد إلى زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كأكلة عربية معروفة، ويحظى بمكانة خاصة في البحرين حيث توارثته الأجيال كجزء من التراث الغذائي في المناسبات الدينية.

  • الهريس

 من أكثر الأكلات البحرينية الشعبية شهرة والتي ترتبط أيضاً بالمناسبات خاصة شهر رمضان والأعراس. يُحضّر الهريس بطهي حبوب القمح الكاملة مع لحم الضأن أو البقر لساعات طويلة حتى تذوب الحبوب وتتجانس مع اللحم مكوّنة مزيجاً يشبه العصيدة. يُضاف السمن البلدي أو الزبدة المذابة والبهارات مثل القرفة أثناء التقديم، وأحياناً يُرش قليل من السكر الناعم على الوجه تيمناً بالنكهة الحلوة المتوازنة مع المكونات المالحة. 

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: يعد الهريس طبقاً تاريخياً في الخليج، ويُقال إنه كان زاداً أساسياً يوفر الطاقة خلال رحلات الغوص وصيد اللؤلؤ قديماً، واستمر حتى اليوم كجزء من الموروث البحري والبدوي في البحرين.

  • الكباب البحريني

 على عكس ما يوحي اسمه، هذا الكباب ليس قطعا من اللحم المشوي، بل هو نوع من الأقراص المقلية المكونة من خليط الحمص المطحون مع الخضار والتوابل. يُمزج الحمص مع البطاطس المبشورة والجزر والبصل والكزبرة والبهارات مثل الكركم واللومي المجفف والكمون، ويُشكل على هيئة أقراص صغيرة تقلى في الزيت حتى تكتسب لوناً ذهبياً. يقدم الكباب البحريني كوجبة خفيفة أو مقبلات، وعادةً ما يؤكل مع صلصة التمر الهندي الحلوة اللاذعة. 

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: نال هذا الطبق شعبية واسعة لتوفيره خياراً نباتياً لذيذاً ومشبِعاً، وأصبح جزءاً من التراث الشعبي المرتبط بالمقاهي الشعبية والأسواق منذ عقود طويلة.

  • بلاليط

 من أطباق الإفطار البحرينية المميزة بطابعها الحلو والمالح في آن واحد. البلاليط عبارة عن شعرية (معكرونة رفيعة) تُسلق ثم تُحلى بالسكر والهيل وماء الورد المنقوع بالزعفران، ويُضاف إليها السمن أو الزيت وتقلى قليلاً حتى تتشرب النكهات. يُقدم هذا المزيج السكري مع بيض مقلي أو مخفوق يوضع على الوجه، مما يمنح تناقضاً شهياً بين حلاوة الشعرية وملوحة البيض.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: تعتبر البلاليط طبقاً تقليدياً مرتبطاً بعيد الفطر في البحرين ودول الخليج، حيث يعد إفطاراً صباح العيد ليجتمع أفراد الأسرة على مذاقه الفريد احتفالاً بالعيد. كما يمكن تناوله في أي وقت كوجبة خفيفة وخفيفة على المعدة، مما يجعله محبوباً لدى جميع الأعمار.

  • المحَلَّى البحريني (اللقيمات)

 اللقيمات أو القيمات البحرينية هي حلوى شعبية تقليدية لا تخلو منها المائدة في شهر رمضان وفي المناسبات السعيدة. اللقيمات كرات عجين صغيرة تقلى في الزيت حتى تصبح ذهبية ومقرمشة من الخارج وطرية من الداخل، ثم تُغمس فوراً في شراب السكر الممزوج بالزعفران والهيل أو في دبس التمر حسب التقاليد. تتميز اللقيمات بحجمها الصغير الذي يجعل تناولها ممتعاً ومتكررًا، وعادةً ما تقدم إلى جانب فنجان القهوة العربية بعد الإفطار الرمضاني أو في التجمعات العائلية.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: تعود جذور هذه الحلوى إلى المطبخ الخليجي القديم كرمز للضيافة والفرح، وقد أدخل البحرينيون عليها ابتكارات حديثة بإضافة حشوات أو نكهات مثل الشوكولاتة والفستق لإرضاء الأذواق المعاصرة.

  • الحلوى البحرينية

 تشتهر حلوى البحرين بأنها أشهر حلوى شعبية في الخليج العربي، وتعد رمزاً للموروث البحريني في الحلويات. تتكون الحلوى البحرينية (وتسمى أيضاً الحلوى الخضراء أو الحمراء الملكية) أساساً من النشاء والسكر والماء والزيت، ويضاف إليها اللوز أو المكسرات والزعفران وماء الورد والهيل أثناء الطبخ. تُطبخ لساعات على نار عالية مع التحريك المستمر حتى يتماسك قوامها الهلامي المطاطي وتكتسب لونها المميز الذي يميل للأحمر أو الأخضر حسب النكهة. تشتهر عائلة شويطر البحرينية بصناعة هذه الحلوى منذ أكثر من 200 عام، وفق أوانٍ تقليدية معروضة في متحف البحرين الوطني توثق تاريخها.

البعد الشعبي أو التراثي لهذه الوجبة: غالباً ما تُقدَّم الحلوى البحرينية مع القهوة في المناسبات السعيدة والأعياد كدلالة على الكرم والاحتفاء بالضيف، وأصبحت تُعتبر هدية تذكارية يحرص الزوار على اقتنائها عند زيارتهم البحرين نظرًا لمذاقها الفريد المرتبط بأصالة التراث البحريني.

الأسئلة الشائعة عن الأكلات البحرينية الشعبية

ما هي أشهر أكلة بحرينية شعبية؟
المجبوس البحريني (الأرز باللحم أو السمك) هو الأشهر ويُعتبر طبقًا وطنيًا يعكس نكهة البحرين التقليدية المميزة.

بماذا يتميّز المطبخ البحريني عن غيره في الخليج؟
يتميّز بمزجه بين النكهات العربية والفارسية والهندية مع التركيز على بهار اللومي المجفف والأسماك والتمور، مما يمنحه طابعًا متنوعًا وفريدًا.

ما أشهر الحلوى البحرينية الشعبية؟
الحلوى البحرينية (حلوى شويطر) تتصدر القائمة بمكوناتها من النشا والمكسرات والزعفران، وتُقدَّم كرمز لضيافة البحرينيين في المناسبات.

متى يمكن تذوّق الأكلات البحرينية الشعبية؟
يمكن تذوقها على مدار العام في البيوت والمطاعم المحلية، وتزداد حضورًا على الموائد في رمضان والأعياد والمهرجانات التراثية حيث يعيش الزائر تجربة بحرينية أصيلة.

هل الأكلات البحرينية مناسبة لذائقة الزائر الخليجي؟
بالتأكيد، فالمطبخ البحريني قريب من الذائقة الخليجية ولكنه يضيف لمسته الخاصة بالبهارات والبحريات، ليقدم مزيجًا يجده الزائر الخليجي مألوفًا وشهيًا لا يُقاوم.